تعتبر درجة حرارة التربة من أهم المتغيرات اللازمة للدراسات الزراعية، ومن هنا تأتي أهمية القيام بدراستها وتحليلها، هناك مسألة هامة تتمثل في بعض التحديات التي تواجه العديد من الدراسات الزراعية التي تختص بدراسة حرارة التربة في ليبيا تتمثل تلك التحديات في الآتي، إن عملية قياس درجة حرارة التربة لا تتم إلا بمحطات الأرصاد الزراعية التابعة للدولة، قلة محطات الأرصاد الزراعية، اعتماد قياس درجة حرارة التربة على الخبرة العالية، قياس درجة حرارة أعماق التربة يتطلب استخدام عدة ترمومترات من نوع خاص، وهناك مسألة أخرى تتمثل في إمكانية القدرة على تنصيب وتركيب مجسات الترمومترات داخل أعماق التربة بطريقة صحيحة، ونظرا لعدم وجود دراسات كافية تهتم بنمط التذبذب الساعي لدرجة حرارة التربة على مدار الأربع والعشرين ساعة نظرا لعدم توفر بيانات درجة حرارة التربة بالأراضي الزراعية، لذلك تم القيام بهذه المحاولة كدراسة حالة لتشخيص نمط وسلوك درجة حرارة التربة والهواء السطحي، تم تنفيذ هذا العمل بناء على استخدام البيانات الساعية واليومية المسجلة لدرجة حرارة التربة على الأعماق الأساسية التالية (5، 10، 20، 50، 100 سم)، ودرجة حرارة الهواء على الارتفاعات التالية (5، 10، 15، 50، 100، 150، 200 سم)، تمت عملية الرصد بواسطة محطة الزاوية للأرصاد الجوية الزراعية خلال الفترة الزمنية من 01 إلى 05 فبراير 1999، حيث تعرضت المنطقة الواقعة بها محطة الرصد لتأثير موجة من البرد الشديد، تم قياس وتجميع البيانات كل ثلاثة ساعات يوميا خلال الساعات التالية (0000، 0300، 0600، 0900، 1200، 1500، 1800، 2100)، تم القيام بتنفيذ عدد من الخطوات التحليلية مثل: استخدام قانون بيرسون لحساب معاملات الارتباط بين قيم درجة حرارة التربة الساعية ودرجة حرارة الهواء الساعية المسجلة على أعماق وارتفاعات محددة، اشتقاق مصفوفة معاملات الارتباط، تمثيل المقطع الرأسي للتغير الساعي في درجة الحرارة داخل الطبقة الواقعة بين العمق 100 سم تحت سطح التربة والارتفاع 200 سم فوق سطح التربة، ولتقديم المزيد من التوضيحات تم القيام بإعداد بعض الأشكال والجداول البيانية، بينت نتائج تحليل البيانات أن التذبذب في درجة حرارة التربة يقل كلما زاد العمق، ويحدث أعلى تذبذب حراري بالطبقة العلوية للتربة، بينما يحدث أقل تذبذب بالتربة التي يزيد عمقها عن 50 سم، هذه النتائج تأثرت بوضعية حالة الطقس السائدة نظرا لعدم وجود إشعاع شمسي خلال فترة الليل وأن درجة حرارة الهواء المحيط كانت أقل من درجة حرارة التربة، بالإضافة إلى ذلك شكلت الموصلية الحرارية المنخفضة للتربة عاملا مهما مؤثر في الاحتفاظ بالحرارة، أظهرت النتائج بوضوح مدى أهمية القيام بمراقبة درجة حرارة التربة كعنصر مهم جدا للدراسات الزراعية، بإمكان الاستنتاجات التي توصلت إليها الورقة ملء بعض الفراغ المتعلق بدراسة درجة حرارة التربة في ليبيا، وبالإمكان استخدامها في التخطيط الزراعي وتطبيقات حماية النبات.