تتناول هذه الدراسة التحول الديمقراطي من ناحية تنظيرية تفسيرية، وبالتالي تهدف إلى تسليط الضوء على التحول الديمقراطي من خلال تتبع أدبيات التحول الديمقراطي، وكيفية تعاطى التنظير السياسي معه، بالإضافة إلى فحص وتحليل ظاهرة التحول الديمقراطي محاولة تفسير الأطر النظرية التي تناولت التحول الديمقراطي، واستخدمت الدراسة المدخل التاريخي والمنهج الوصفي والتحليلي. وأظهرت نتائج الدراسة أن التحول الديمقراطي يحتاج إلى تربة خصبة، تتجسد في خلق ثقافة الديمقراطية، ووثيقة دستورية يتخللها احترام حقوق الإنسان، وسيادة القانون، وأن عملية التحول الديمقراطي عملية تدريجية وليست طفرة فجائية. وأوصت الدراسة رغم الصعوبة بمكان، إسقاط تجربة التحول الديمقراطي لكل الدول، بكونه لكل دولة خصوصية من ناحية الولوج في مرحلة التحول الديمقراطي، إلا إن ذلك لا يمنع من الاستفادة من نجاحات تلك الدولة ومن تجاربها تجنبًا للانجرار في الصراعات والحروب الأهلية. والتأكيد على قيم الحكم الرشيد المتمثلة في الروح المدنية، والسماح السياسي، والانتماء السياسي، والمواطنة، وسرعة الإنتهاء من بناء مؤسسات الدولة وإضفاء عليها الطابع المؤسسي.