هناك ضغط متزايد على المؤسسات التعليمية العامة والخاصة سواء بالبلدان المتطورة أو النامية لتأهيل خريجي المحاسبة بالمهارات والمعارف بما يتناسب والطلب المتغير في سوق العمل. يؤمل أن تفيد نتائج هذه الدراسة أصحاب المصلحة مثل الطلبة، والأكاديميين، وأرباب العمل، والمنظمات والشركات والجمعيات المختلفة، وكذلك الجامعات حتى تتمكن من إعداد طلبتها بالجودة المطلوبة. تهدف هذه الورقة إلى التعرف على الفجوة بين المهارات العامة والتكنولوجية والمعارف الفنية ومستوى تطورها لدى طلبة وخريجي المحاسبة من الجامعات الليبية العامة. تم الاعتماد على الاستبانة في تجميع البيانات من الأكاديميين في 14 جامعة ليبية عامة والمهنيين حيث تم تجميع 167 استبانة صالحة للتحليل استُخدم في تحليلها المتوسطات الحسابية والنسب المئوية للتوافق مؤشراتٍ على مدى الأهمية الممنوحة للمهارات من جهة، ومستوى تطورها بالخريج من جهة أخرى. تؤمن المجموعتان المبحوثة بوجود فجوة بين أهمية المهارات ومدى تطورها عند خريجي المحاسبة، إلا أن هناك تفاوت بينهم، وكانت النتيجة المفاجئة هي اعتقاد الأكاديميين بأن هذه الفجوة بين الأهمية ومستوى التطور أكبر مما يراه نظراؤهم المهنيين ولربما يرجع ذلك إلى عدم رضاهم عن مستوى خريجيهم وكذلك الصعوبات التي تواجههم في سبيل صقل الطلبة بالمستوى المطلوب من المعارف والمهارات في سوق العمل. أهم توصيات الدراسة تمثلت في التأكيد على إعادة النظر في المناهج المحاسبية أولا، مما يسهم في تحسين مستوى الخريجين بالمهارات والمعارف التي تم التأكيد على أهميتها. ثانياً: تحسين مستوى هذه المهارات والمعارف يتطلب تظافرًا للجهود لتذليل كل المشاكل والصعوبات، وهنا يجب التنسيق بين أصحاب المصلحة جميعهم مثل الحكومة من خلال منح الأموال اللازمة، والوقوف على تخصيصها بشكل مناسب، وأن يكون هناك دور واضح للمهنيين والممارسين بربط الجانب النظري الذي يُدرس في الجامعة بالجانب العملي بالمهنة.