هذه الورقة تركز على آليات تطوير العملية التعليمية كي تلبي حاجات المجتمع من الأيدي الماهرة والعقول المؤهلة، غير أن هذا لا يتأتى في غياب البحوث العلمية البراغماتية، التي تأخذ في الحسبان دور المورد البشري كأساس في برامج التنمية؛ هذا الجهد يقتضي الاستفادة من التقنية المتاحة بأدواتها المتنوعة، مع توظيفها بوعي ومعرفة للارتقاء بالتعليم وتعظيم مهارات الأفراد، وتلبية متطلبات المؤسسات المجتمعية بكافة أنماطها.
الورقة تبحث في الكيفية المثمرة لتحرير العملية التعليمية من الأسلوب التقليدي الموروث، والخروج بها من الجمود إلى فضاءات نشطة وفعالة تدعم مبدأ الكفاءة وتنمي المهارة الشخصية، والمهارة لا تكون إلا فردية ثم تتزاوج مع نظيراتها بصورة جمعية لتحقيق الهدف عبر فلسفة "التدريب من أجل الحياة".
لقد اعتمد الباحث في ورقته كلاً من المنهج الوصفي والمنهج التحليلي، قاصداً بذلك معرفة العلاقة بين الكيانات التعليمية والإنتاجية والشراكة بينهما، ولذا تنوعت مصادر البحث فشملت دور الخبرات الدولية ورؤاها حول تصحيح القصور.
أوضحت الورقة بأن المشكلة في ليبيا، ناشئة عن عجز الدولة على بناء تعاون حقيقي بين القطاعات الإنتاجية والتعليم الجامعي والتقني، وهذا مرده في الأساس لافتقار الدولة إلى كوادر ومراكز بحثية مؤهلة واقعيا، وقادرة على إحداث تفاعل بصورة متبادلة بين كياناتها التعليمية والانتاجية والتنفيذية.
أظهرت النتائج المستنبطة بأن التفاعل الحيوي والنشط بين مؤسسات التعليم وسوق العمل يؤسس يقيناً لنظام تعليمي ذي جدوى، تستجيب مخرجاته لمتطلبات سوق العمل، وتتناغم مع حاجة الدولة من الكفاءات المهنية، وبالتالي يسهم في الرفع من معدل الإنتاجية ومستوى الوعي لدى الفئات المجتمعية.