يعد الطلب المستمر على الطاقة وتزايد الكثافة السكانية إضافة إلى التوسع العمراني أمراً يستدعي الحاجة إلى توفر مصادر طاقة مستمرة في جميع الأوقات لتنمية البلد وتطويره. ولضمان استمرار إنتاج هذه الطاقة فان الأمر يتطلب استخدام تقنيات وتكنولوجيا متطورة وحديثة تساعد في استدامة هذه الطاقة، لذلك تم التركيز على استخدام ما توفره تقنية نظم المعلومات الجغرافية في هذه الورقة.
في هذه الدراسة تم توضيح ما هي نظم المعلومات الجغرافية ومدى الاستفادة منها في مجال الطاقة، حيث تم جمع البيانات المطلوبة من شدة الإشعاع الشمسي والخرائط الطوبوغرافية وشبكة الجهد العالي وشبكة المواصلات والتوصل إلى أفضل الأماكن التي يمكن فيها بناء وتشييد محطات توليد كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لملائمته لطبيعة الدراسة وأهدافها، والذي يعتمد على جمع الحقائق وتحليلها، وتفسيرها، وحصر العوامل المؤثرة فيها، لإعطاء صورة واضحة لكل جوانب الدراسة ووصف واقع الظاهرة كما هي عليه، إضافة إلى تحليل المعطيات تحليلاً علمياً موضوعياً باستخدام نظم المعلومات الجغرافية. وقد توصلت الدراسة إلى أن السهول الجنوبية الغربية بالقرب من مدينة مرزق والقطرون تعد الأفضل ملائمة لإنشاء محطات توليد الكهرباء التي تعمل على الطاقة الشمسية. حيث تتوفر بها شبكة طرق رئيسية قريبة من مدينتي مرزق والقطرون وذات نسبة انحدار (أقل من 1 متر) وقريبة من خطوط الجهد العالي (محطة أوباري).
كما أوصت باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية في أغراض الطاقة في ليبيا، وضرورة الاستفادة من هذه الدراسات وربطها بمشاريع الطاقة الكهربائية لما فيها من توفير للوقت والجهد.