القـوات العسكرية الدائمة في الجيش العثماني (أقسامها، ووظائفها) منذ النصف الأول من ق 14 حتى النصف الأول من ق19

يتناول البحث نظامًا عسكريًا حديثًا ورثته الدولة العثمانية عن جيوش الفتوحات الإسلامية التي سبقتها، وإن كان هذا النظام في ظاهره يُعدُّ قوة مُنظّمة قادرة على تأمين الدولة التي ينتمي لها في وقت السلم والحرب، لكن خفاياه غير واضحة تمامًا؛ بمعنى هل هو جيش منظم بالصيغة المعروفة حديثًا؟ أم أنه عبارة عن مجموعة من المحاربين الذين كانوا يُجْمَعُون وقت الحرب ثم يُصْرَفوا، جمع الباحثون الأتراك، والمستشرقين على السواء أنه جيش منظم، كان سابق التكوين، لكن بفعل بعض الظروف التي مرّت بالدولة العثمانية منذ تكونه أسهمت في تكوين الجيش العثماني، الذي كان عبارة عن مجموعة من المحاربين يحاربون من أجل البقاء في الأماكن الآمنة التي جاءوا يبحثون عنها ووجدوها في الأناضول، والغزو من أجل العيش الرغيد، ثم الفتوحات من أجل رفع راية الإسلام.
ولكن عندما تولى السلطان أورخان بن عثمان(1324-1362م) حُكم الدولة العثمانية تمكن من تحويل مجموعة المحاربين من قوة تُجْمَع وقت الحرب إلى قوات دائمة، إلى جانب ذلك تم بناء الجيش الانكشاري في عهد السلطان مراد الأول(1362-1389م)، الذي تكون من أبناء النصارى الذين يتم تجميعهم من القرى النصرانية من مناطق الفتوح في البلقان خاصةً، حيث تكثر القرى النصرانية. كما اعتمدت الدولة نتيجة كثرة فتوحاتها، وتعدد خدماتها على الجيش اعتمادًا كبيرًا، مما أدى بالدولة إلى تصنيف جيشها، وتنظيمه كلٌ حسب عمله. مما أكسب الدولة شهرة واسعة النطاق، وأصبحت مهابة الجانب تخشاها جميع الدول خلال عصرها الذهبي _منذ القرن الرابع عشر وحتى أوائل السابع عشر_ و بدأ الضعف يعتري أوصالها في القرنين الثامن عشر، والتاسع عشر، فضعفت الدولة العثمانية بضعف جيشها.

تاريخ النشر
2023-03-01
تاريخ الاستلام
2023-01-29
المؤلفون
زينب مصطفى منصور دوشي
(قسم التاريخ – كلية التربية – جامعة مصراتة)
الكلمات المفتاحية
قوات عسكرية- دائمة-أقسامها- وظائفها- الجيش العثماني.