هدفت الدراسة إلى استعراض نماذج من السماع يُزعم أنها مخالفة للقواعد النحوية، ومن خلالها يمكن الإجابة عن هذا السؤال: هل في القرآن، وفي الحديث الشريف، وفي أقوال العرب الفصحاء لحن؟ والجواب أنه قد زعم بعض الناس المتقدّمين والمتأخرين أنّ في بعض السماع لحنا مخالفا للقواعد النحوية، وهناك سماع جاء ملتبسًا ظاهره مشكل الإعراب والمعنى، وقد حرص النّحويون والعلماء على توضيح الملتبس من القرآن والحديث وأقوال العرب نحويًا، وبيَّنوا توجيهه، وعليه فإنّنا نجد النّحاة يوجّهون ما ورد مخالفاً للقواعد النّحويّة، وهدف آخر هو تتمة لما كتبه المتقدمون في هذا الجانب وزيادةُ إيضاح، والبحث له أهمية فريدة لتعلقه بالسماع النحوي الذي له الأثر الواضح في علم النحو، وكذلك يكشف أقوال العلماء في النماذج المدروسة في هذا البحث، ويحتوي هذا البحث على التمهيد، وفيه التعريف بالسماع، والمشكل، والتوّجيه، وفيه أيضا ثلاثة مطالب وهي: بعض نماذج من كلام الله تعالى وهو القرآن، و درست فيه نموذجين من السماع القرآني، الأول: (إِنّ هذانِ لَساحِرانِ) والثاني: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، وناقشت في المطلب الثاني: بعض نماذج من كلام نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيه نموذجان من السماع الحديثي، وهو قوله عليه الصلاة والسلام لعائشةَ -رضي الله عنها-: (لَوْلاَ قَوْمُكِ حَديثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ لَبَنَيْتُ الكَعْبَةَ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ) والثاني قوله عليه الصلاة والسلام: (كاد أنْ يسلم)، وناقشت في المطلب الثالث بعض نماذج من كلام العرب، وفيه نموذجان من السماع لأقوال العرب، وهو قول الشاعر: ... يَكُونُ مزاجهَا عَسل ومَاء
والثاني: فاليومَ قرَّبْتَ تهجوناْ وتشتِمُنا ... فاذهبْ فما بكْ والأيامِ من عَجَبِ