في ضوء حقيقة أن متعلمي اللغة لديهم معتقدات مختلفة حول تعلم اللغة, تهدف هذه الورقة إلى استكشاف تصورات المعلمين والمتعلمين ومعتقداتهم حول استقلالية المتعلم, كما تلقي الضوء على مدى توافق معتقداتهم مع سلوكهم في الفصل الدراسي, مشيرا إلى بعض نتائج الأبحاث التي توفر فهما لمدى تأثير معتقدات المتعلم على سلوكه, وكيف يمكن لتلك المعتقدات أن تعزز أو تعيق استقلاليته. تم إجراء سلسلة من المناقشات الجماعية المركزة مع عدد من الطلاب والأساتذة تم اختيارهم عشوائيا من قسم اللغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة مصراتة, ليبيا. كشفت البيانات أن هناك نوعين من المعتقدات. حيث اعتبر المعلمون ومعظم الطلاب (النوع الأول) أن إستقلالية المتعلم هي مسؤوليته ومشاركته في صنع القرار. وبرروا لعدم إستقلالية المتعلمين في فصولهم الدراسية بوجود العديد من العقبات والإحتياجات للمتعلمين, والتي من الممكن أن تؤثر بوضوح على سلوكهم وممارساتهم الصفية. وأعرب بعض المتعلمين الآخرين (النوع الثاني) عن مواقفهم السلبية تجاه إستقلالية المتعلم وآمنوا بالدور المهيمن للمعلم الذي ينظر إليه على أنه صانع القرارات الوحيد. وأظهر هذا النوع من المتعلمين تأثيرا قويا لمعتقدات المتعلم على سلوكه, حيث يمكن استخلاص هذا بلا شك من استجابات المتعلمين. ووفقا لهذا الإختلاف في المعتقدات, فإنه يكون من واجب المعلمين مراعاة هذا الإختلاف, في المعتقدات, وكذلك بين المتعلمين, وتفسيره في استراتيجيات التدريس. بالإضافة إلى ذلك, ونظرا لأنه من المفترض أن يكون الطلاب في كلية التربية مؤهلين كمدرسين بعد التخرج, فمن الضروري تغيير تلك المعتقدات السلبية حول إستقلالية المتعلم تدريجيا, لأن استراتيجيات التدريس الخاصة بهم في المستقبل ستتأثر بمعتقداتهم, ومن ثم فمن غير المحتمل أن تؤدي إلى بيئة تعلم مستقلة.