تثار كثيرًا مسألة العلاقات الدولية في الفلسفات السياسية، وتحظى بتفاعل العديد من الفلاسفة في كل العصور، فالبحث يتناول هذه المسألة عند جون رولز من خلال مؤلفه الشهير "نظرية العدالة"، في محاولة لرصد دورها الذي يراهن عليه في انجاز رؤيته للمشروع العالمي الذي كان يتصور امكانية تحقيقه، ولكي يكون موضوع البحث محصورًا تم التركيز على أفكار فلسفية بعينها بالدراسة: العدالة والعقد الاجتماعي والتعاقد والعلاقات المحلية والدولية والالتزام الأخلاقي والمؤسسات والممثلين، حيث يتم استقصائها واستكناه مراميها من نواح تاريخية واجتماعية تارة وفلسفية سياسية تارة أخرى وكيفية تعامل رولز معها بحيث شهدت تبدلًا نحو الاتساع بعدما كانت ذات طابع محلي لدى من سبقه ممن تناولوها، في محاولة من رولز لتطويعها لخدمة ما يسعى إليه، بحيث تداخل الفردي بالمجتمعي بالعالمي لكن ذلك لا يمنع من العودة لاعتبار العدالة أو ما أطلق عليها بـ"مبادئ العدالة" لتكون النمط المحلي الذي يمكن سحبه والسير على غراره في المجتمع العالمي، والتحول للمؤسسات كمنظومة جديدة تدير العلاقات بدلًا من الدولة وذلك لإدارة المصالح المادية، وحتى يتم تنظيم العملية برمتها فإن هناك امكانية لإيجاد قانون يحكمها طالما أن هناك أسس مشتركة لا تتبدل ولا تستبدل بتبدل الزمان والمكان.