يُعد نبات البردي من أهم النباتات الطبيعية في مصر قديماً، ورد ذكره في الكثير من النصوص والكتابات القديمة، ولعل استخدامه كعلامة هيروغليفية يدل بشكل واضح على مدى أهميته خاصة في الكتابة؛ حيث تم بواسطته حفظ قدرٍ لا يُستهان به من تاريخ الجنس البشري. إن اختراع الكتابة كان بمثابة إنجاز جوهري ساعد على تطور الإنسان عقلياً وفكرياً؛ ذلك أن هذا الاختراع أدى إلى توثيق الحوادث الشفهية وإبرازها في قالب حسي جديد هو القالب البصري، وهنا تم استخدام عديد الوسائط لتدوين النصوص المختلفة؛ دينية، أدبية، اقتصادية، سياسية، علمية ...إلخ إلا أن ما اتسم به ورق البردي من مزايا جعلته يتفوّق على كل الوسائط الأخرى؛ حيث أثبتت التجارب مدى فاعليته الأمر الذي أدى إلى التوسع في استخدامه على أيدي المصريين وحتى الإغريق والرومان. ولا شك في أن الدراسات التاريخية والأثرية قد أفادت أيما فائدة مما حوته لفائف البردي السليمة من معلومات أسهمت في معرفة تفاصيل دقيقة عن بعض جوانب الحضارة المصرية القديمة.