يأتي موضوع الحذف باعتباره محاولة ضمن المحاولات الكثيرة التي قام بها باحثون آخرون في هذا المجال، والاهتمام بهذا الموضوع يُعد جزءًا من ذلك التفكير اللامتناهي في علوم اللغة فالحذف ظاهرة لغوية عامة تشترك فيها جميع اللغات الإنسانية حيث يميل الناطقون إلى حذف بعض العناصر المكررة في الكلام أو إلى حذف ما قد يمكن للسامع فهمه اعتمادًا على القرائن المصاحبة له كانت عقلية أو لفظية.
لقد برزت ظاهرة الحذف عند الطرمّاح جَليّةً واضحةً في شِعره, الأمر الذي جعل الوقوف على هذه الظاهرة من الأمور المغرية للكتابة, ولا أُبالغ إنْ قلتُ إنّ ظاهرة الحذف في شعر الشاعر غَدَتْ علامةً فارقة ميّزتْ الشاعر على هذا الصعيد, والمحذوفات في ديوان الشاعر كثيرة, وركّز الباحث على بيان حذف المسند إليه والفاعل والمفعول به والموصوف لأهميتها من ناحية, ولضيق المقام الذي لم يسعف الباحث في ذكر باقي المحذوفات من ناحية أخرى.
وقد اعتمد البحث في مجمله على بيان أماكن الحذف وأثره البلاغي والجمالي الذي تركه المحذوف.