حاز الموقع الجغرافي لبلاد اليمن على أهمية كبيرة من الناحية التجارية فمن الغرب كان البحر الأحمر أما من ناحية الشرق فكان الخليج العربي وشمالاً كان الحجاز وبلاد الشام أما من ناحية الجنوب فيطل على بحر العرب والمحيط الهندي, فكل هذه السواحل جعلت من اليمن القديم مزدهراً تجارياً والذي عاد بالرخاء على سكانها, فقد كانت سفنهم تشق طريقها إلى الهند والحبشة محملة بالبضائع القادمة من مصر وبلاد الرافدين والشام, وتعود حاملة على متنها بضائع الهند من توابل وحرير ومنتجات الخليج العربي كاللؤلؤ والذهب.
عمل اليمنيون دور الوسيط في التجارة البرية والبحرية بين مناطق شبه الجزيرة العربية ومصر وبلاد الرافدين والشام والحبشة والهند, فكانت تجارة القوافل مزدهرة فاهتموا بالطرق التجارية وأنشئوا المحطات على طرق القوافل التي كانت مهمتها حماية تلك القوافل من اللصوص وقطاع الطرق وتقديم المؤن اللازمة لأصحابها وبمرور الزمن أصبحت تلك المحطات أسواقاً تجارية رائجة عادت بالربح على سكان عرب جنوب الجزيرة.