وليم جيمس والبراجماتية

تطلق الفلسفة البراجماتية على عدد من الفلسفات المختلفة والتي تشترك في مبدأ عام تدعو بأن الفكرة تعتمد على ما تؤديه من نفع أياً كان نوع هذا النفع، وبتعبير آخر أو ما تؤدي إليه من نتائج عملية ناجحة في الحياة، وهذه الفلسفة ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، وأول من أطلق على هذه الفلسفة بالبراجماتية هو الفيلسوف والعالم الأمريكي ((تشالزساندرز بيرس))، ثم برز الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي ((وليام جيمس)) حيث كانت كتاباته تلقى اهتماماً كبيراً في الأوساط الفلسفية، فلعبت دوراً ملحوظاً في الفلسفة المعاصرة، ثم استكملها الفيلسوف الأمريكي الكبير (( جون ديوي )) فصارت به مكتملة بوضعه منطقاً للتفكير البراجماتي، حيث فتح لها مجالات عدة للتطبيق. كما ازدهرت هذه النظرية على يد فيلسوفنا وليام جيمس الذي كان ينظر للعالم على أن حقيقة مرئية غير مكتملة يصفها بالتعدد والتغير والحركة المستمرة، ونستطيع أن نصف فلسفته هذه بأنها زمانية ميتافيزيقية تؤمن بالتجربة والتعدد والتغير والصيرورة فكان يصف الفيلسوف العملي هو ذلك الذي يقترب من الأشياء وينظر إليها عن كتب وتلك الفلسفة لا تؤمن إلا بالجزئي الفردي لتجزئتها للواقع وتحليله، وكان وليام جيمس ينظر إلى مشكلة الشر ويصفها بالعملية التي يمكن حلها بواسطة التجربة، فكان يرى العالم بأنه ليس شراً محصناً بل حقيقة مرنة تستخلص منه خير ما فيه، ويرى بأن قدرة الله موجودة تخلصنا من شرور هذا العالم، وبشأن الاعتقاد بأن وليام جيمس يقرر بأن هناك أفكار وليس بوسعنا أن نحكم عليها بأنها صحيحة أو كاذبة لاستحالة وجود المعرفة العلمية الصحيحة، فإننا لا نستطيع أن نحيا أو نفكر دون وجود قدر من الإيمان أو الاعتقاد، ويرى الاعتقاد بأنه فرض ناجح، ويتساءل وليام جيمس بقوله لماذا لا نلجأ إلى إدارة الاعتقاد؟ لأن الاعتقاد عنده يمكن أن يكون عاملاً فعالاً من عوامل تحقيق ما يؤمن به، كما تناولنا في نقد هذه النظرية بأنها لا تقدم لنا بحثاً إيجابياً عن الحقيقة وتمثل الامتداد الغير المشروع لفكرة المنفعة، ويقرر النقاد بأن الحقيقي نافع لأي حقيقي وليس حقيقي لأنه نافع، ونجد عند تطبيق هذه الفلسفة على المعتقدات الدينية لأننا لا نسلم بالحقائق الدينية لمجرد أنها نافعة؛ بل هي حقائق في ذاتها دون النظر عن فائدتها ونتائجها، كما يعاب عن البراجماتية ميلها للفردية وإهمالها للجماعية وهذا يجعل الأفراد عاجزين عن تحمل المهام الاجتماعية والتي تتداخل في حريتها فالفردية هنا تذكرنا بما دعا إليه السوقسطائي بروتاجوراس لجعل الفرد مصدر للحقائق دون سواه.

تاريخ النشر
2020-03-01
المؤلفون
محمد علي عبد الصادق
(جامعة مصراتة - كليّة التّربيّة)
m.abdusadeg@edu.misuratau.edu.ly
الكلمات المفتاحية
البراجماتية-وليام جيمس – الفلسفة- العملية الحقيقية- الاعتقاد.