تهدف الدراسة إلى التحليل المكاني لمواقع مدارس التعليم الثانوي، وتحديد كيفية توزيعها في نطاق مصراتة المدينة، وما تمثله من أهمية في الارتقاء بالمستوى التعليمي للمجتمع، لاسيما بعد التوسع العمراني الذي شهدته المدينة في السنوات الأخيرة وترامي أطرافها نحو المناطق المحيطة بها، وزيادة عدد السكان، كما تهدف إلى توظيف نظم المعلومات الجغرافية في توثيق مواقع المدارس الثانوية وتوزيعها وتحليلها لإنتاج خرائط رقمية قابلة للتحديث، بالاعتماد على المسح الميداني واستخدام جهاز تحديد المواقع العالمي (GPS).
وقد قامت الدراسة بقياس النقطة المركزية والتشتت للمدارس واتجاه التوزيع وصلة الجوار، وأظهرت الدراسة مدى كفاءة نظم المعلومات الجغرافية في معالجة البيانات باستخدام وظائفها في عملية التحليل المكاني، وكشفت من خلال تحليل نمط التوزيع المكاني باستخدام صلة الجوار أن نمط التوزيع يتجه نحو النمط العشوائي المتقارب غير منتظم، وعدم عدالته في التوزيع بين فروع البلدية، على حساب كثافة السكان والمساحة، أي وجود تركز في التوزيع العددي للمدارس تتباين في البعض منها، بصورة عامة قد لا تعكس وضعاً متماثلاً للتوزيع في منطقة الدراسة.