يُلحظ أن مجال رياض الأطفال ورعاية الطفولة المبكرة ما زال يعاني في مجتمعنا من جوانب قصور, وخاصة على المستوى التطبيقي، ونتيجة للحاجة الماسة لزيادة الاهتمام بمرحلة ما قبل المدرسة باعتبارها المرحلة الأساسية أو حجر الأساس في تنمية شخصية الطفل فينبغي توجيه الاهتمام إلى العوامل التي تسهم في تحقيق الاندماج السليم والفعال للطفل مع أقرانه في بداية مراحل تكوينه الاجتماعي، ويلعب النمو اللغوي دورًا مهمًا في النمو العقلي والمعرفي للطفل، وضعف المهارة اللغوية في كثير من الأحيان دليل على بطء أو تعثر الإدراك، ولهذا فإن مرحلة ما قبل المدرسة بما يتوفر فيها من أنشطة ينبغي أن تلبي حاجة الطفل للنمو المتكامل وتسهم في تطور شخصيته، وهذا ما سعى الباحث إلى تحقيقه من خلال تحليل بعض ما كتب في هذا المجال, ومقارنته بما توصلت إليه بعض الدراسات، ووضعه في الإطار التطبيقي, من خلال تحليل الصعوبات, وإبراز المعوقات واقتراح الحلول التي تسهم في التعرف على جوانب النمو اللغوي والأنشطة التي تدعم الاهتمام بها في مرحلة ما قبل المدرسة وكيفية تحقيق الوعي بأهميتها, وتحديد استراتيجيات التدريس القادرة على مسايرة قواعد النمو, ومن خلال تلك المناقشات تم التوصل إلى عدد من النتائج والخروج ببعض التوصيات التي قد تلبي احتياجات تلك المرحلة أهمها: ضرورة دعم رياض الأطفال لتكون ملائمة لطبيعة العصر الذي يعيشه الطفل وتسهم في تحقيق نمو قدراته اللغوية والعقلية وتنمي طرق وأساليبه التفكير واكتساب الحقائق والمفاهيم، حتى لا ينشأ الطفل بعيدًا عن الحياة العامة التي سيخرج لها في المراحل اللاحقة، ويعوض الأطفال عما يعانونه من قصور في البيئة المحيطة بهم خلال سنوات حياتهم الأولى. ذلك لأن كل خبرة يمر بها الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة سواءٌ داخل الروضة أو خارجها تمثل جانبًا حيويًا في حياته، وهذا الجانب سيكون متسعًا وعميقًا بطبيعته، ولا بد لنا أن نختار ما يناسب نموه وما يترك فيه أثراً طيباً على سمات شخصيته.