تتناول هذه الدراسة مقاربة نصية لاستجلاء دور التكرار بعدِّه وسيلةً اتساقيةً في قصائد ديوان قليل من التعري للشاعر الليبي لطفي عبداللطيف، وكان الاختيار قياس اتجاه توظيف التكرار في إحداث الاتساق النصي _محورَ الدراسةِ_ لوجوده ظاهرة بارزة في الديوان؛ ولأنه أحد أدوات الاتساق المعجمي الذي يخلق بعدًا دلاليًّا بین عناصر النص.
وتقوم الدراسة على مهاد تقديمي تعريفي وثلاثة مطالب؛ يتناول المهاد التعريف بظاهرة الاتساق المعجمي ومكانتها بين معايير النص، ويتناول المطلب الأول أنماط التكرار الشكلي في الديوان، ويتناول المطلب الثاني أنماط التكرار الدلالي في الديوان ، ويتناول المطلب الثالث أنماط تكرار البنية (التوازي) في الديوان، وتتتبع الدراسة أثر هذه التكرارات في بناء النص عند الشاعر، فلاحظت أن النصوص استوعبت أغلب أنواع التكرار، وأن طرائقه كانت منتوعة، كما أن كثافة التكرار تمركزت في التكرار الكلي بأنواعه: تكرار جملة تامة، أو عبارة، أو لفظة، يليه التكرار الجزئي (الاشتقاقي)، ثم التكرار الدلالي بأنواعه: الترادف وشبه الترادف، والاسم المشترك، والحقل الدلالي، وأخيرًا تكرار التراكيب، وقد أسهم جميع هذا في تماسك النص وتحقيق انسجامه وترابطه وشد أطرافه، ووصلها بنسيج النص الكلي.