هذا البحث هو تحليل لمسرحية منصور الرحباني التي تضمنت الأحداث الأخيرة التي عاشها فيلسوف اليونان (سقراط) عنّونَّها بـــ "آخر أيام سقراط", استعرض فيها تاريخاً مؤلماً ودامياً، عن حياة سقراط الذي حاول تعليم شباب أثينا الفلسفة، فاتهمه ( انيتوس) زعيم الحزب الديمقراطي الذي كان مسيطراً على أثينا في ذاك الوقت، وكذلك، (كريتياس) تلميذ سقراط الذى عينه الاسبرطيون، فكان حاكماً قاسياً عندما احتلوا مدينة أثينا, اتهماه أنه يحرض الشباب ضد الالهة ويفسد عقولهم، فحوكم أمام خمسة واثنا قاضياَ، وحكم عليه بالإعدام.
والحقيقة أن هذه المسرحية هي من أهم التحف الفنية التي قدمها منصور الرحباني, فكانت تهدف لتوضيح جانب من تاريخ أثينا وحياة سقراط، محاكياً واقع الحياة التي تمر بها البلاد العربية من صراعات سياسية، فسقراط حكاية كل مدينة في كل زمان ومكان، أرادها منصور الرحباني وسكبها في قالب إبداعي ناقد لم يتوان جمهور الافتتاح الذي صبغ بالصبغة السياسية، عن التصفيق له بإعجاب تخطى حدود الانتقاد ليلامس المشاعر الإنسانية في قوتها وضعفها، وفي جمالها وبشاعتها، وهدوئها وغضبها.
ومن هنا حاولنا في هذا البحث تحليل مضمون هذه المسرحية وما تهدف إليه، إلى جانب تحليل شخصية سقراط من خلال نظر منصور الرحباني.