إن المتأمل في لوحات الفن الصخري لابد أن يلاحظ أنها ليست مجرد رسوم ارتجالية, بل هي إبداع فني يكاد يكون مكتمل العناصر اُنجز باحترافية عالية, تمت فيه مراعاة النسب والتناسق بين الأعضاء في المناظر الطبيعية، ومعالجة المناظر الرمزية بمنظور مختلف في محاولة لإيصال فكرة معينة، أو التعبير عن طقس ما، وهو أمر يعكس حقيقة وجود أفراد مُلهمين تخصصوا فيما يمكن أن يُطلق عليه فن اللوحات الجدارية، ولاشك في أن أولئك الأفراد قد مروا بمراحل تدريبية انتهت إلى تبنيهم طرقاً بعينها لإنجاز تلك الرسوم، وإجادتهم خلط مواد التلوين، وحسن إعدادها واستخدامها، وبراعتهم في توزيعها، الأمر الذي أبهر المختصين في دراسة عصور ما قبل التاريخ بالصحراء, الكبرى ودفعهم إلى توجيه جانبٍ من اهتماماتهم وأبحاثهم نحو لوحات الفن الصخري كعنصرٍ لا يقل أهمية عن المخلفات الأثرية الأخرى في رصد تاريخ الصحراء الكبرى، وتتبع مراحل تطور حياة سكانها.