الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لا شك في أن العرب أمة عظيمة في أخلاقها وأفعالها، وأن تاريخنا نحن العرب متصل كل الاتصال بماضينا، وما التاريخ إلا ذاكرة تختزن مفاخر الأمة وآلامها وأمالها، والأمة التي تفقد تاريخها أشبه بالإنسان الذي يفقد ذاكرته، فيهيم على وجهه، ويحار لا يعرف له مستقراً، ويضيع في غمرة الأحداث وزحامها.
لقد ظهرت العصبية القبلية العربية في العصر الجاهلي وصدر الإسلام وكان لها أثرها على الشعر العربي الذي أدى دوره في مواكبة الأحداث المصيرية، سيحاول البحث هنا تناول هذا الموضوع بالبحث آملاً بذلك أن ألقي ضوءاً ولو قليلاً على أثر هذه العصبية على الشعر في العصر الجاهلي وصدر الإسلام.
وقد حاول البحث أن أجعل هذا البحث خلاصة واختصاراً لما قرأته في الكثير من المصادر عن أثر العصبية القبلية في شعر العصرين الجاهلي وصدر الإسلام، واستدعت طبيعة هذا البحث أن يكون في عنوانين وبعدهما خاتمة، يتناول العنوان الأول أثر العصبية القبلية في شعر العصر الجاهلي، ويتناول العنوان الثاني أثر العصبية القبيلة في شعر عصر صدر الإسلام، وتتناول الخاتمة النتائج التي توصل إليها البحث.