لا يتشكّل الإبداع الأدبي في الوقت الرّاهن على النّمطيّة الجماليّة، التّي سار عليها النّص الأدبي في القديم، والمتمثّلة في الجماليّة الشّكليّة، ونخصّ بالذّكر " عمـود الشّعر "، الذّي يعدّ أيّ خروج عن بنيته الشّكليّة والمضمونيّة على حدّ سواء كسرا لوحدته البيتيّة وتجاوزا وهدماً لقواعد الشّعر وأسسه العربيّة، لذا راح النّص المعاصر يُراهن على فكرة المغامرة والتّجاوز والمغايرة، من خلال خلق نصّ جديد بِكـر، ينفتح على تعدّد القراءات والرؤى واختلاف التّأويلات، وقد عمل الشّاعر الجزائري " الأخضـر بركـة " في منجزه الشّعري " محاريث الكناية" على الخروج عن السّائد وخلق المغاير وتجديد الرؤيّة البلاغيّة، فجاء مقالنا هذا حفـرا في بنيتـه الدّلاليّة العميقـة وتجلياته الجماليّة الفنيّة، واشتغالاته الصوريّة الرؤيويّة، وفق إستراتيجية تجريبيّة، من خلال الإجابـة على سؤال مركزيّ يتمثّل في: مـا هي مظاهر التّجريب في ديوان " محاريث الكناية " للأخضر بركة ؟ وكيف تجلّت الرؤيّة البلاغيّة التّجديديّة، والتّشكيلات الفنيّة الجمـاليّة وأنساقه التّصوريّة،