منذ سنوات وأنا أقرأ للشاعر علي الفزاني، وكنت معجبا أيما إعجاب بثقافته الواسعة وتجربته الشعرية الرائدة والمتميزة، البسيطة في المنظور العالمي والعظيمة في المنظور المحلي، وهو شاعر خبر الحياة مُرّها قبل حلوها، بل عاش مهموما بقضايا وطنه وقضايا أمته وقضايا الإنسان في كل مكان.
هذه الحياة التي لم تكن أسعد حالا في أي وقت من الأوقات، حيث يتحدث شاعرنا عن تجربته في الحياة بقوله: "كانت قاسية إلى أبعد حد، وطفولتي لم تكن جيدة بأية حال: طفولة حرمان، وفقر، ورزايا، عبر عالم مليء بالتعفن والكراهية؛ وعندما حان الوقت تنفستُ عبر قصائدي بكلمات أغرقها التشاؤم والحزن".
شاعر هذه حالُه لا يمكن أن يعير للمرأة أدنى اهتمام، ولكن من خلال تصفحي لدواوينه من حين إلى آخر؛ علمت أنه يتحدث عن المرأة في أغلب قصائده، ولكن أية امرأة؟! هل هي الأنثى الحقيقية؟ أم يرمز بها إلى شيء آخر؟