الحمد لله لا تستفتح الأشياء إلا بحمده، ولا تستمنح النعم إلا بواسطة كرمه وبره، والذي جعل فينا خير أنبيائه، وصفوة خلقه، أفصح من نطق بالضاد، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله والأصحاب، وبعد:
إن دراسة اللغة ومدارسها اللغوية الحديثة، من الدراسات التي حظيت باهتمام كبير من قبل الباحثين في هذا المجال، ولا تزال رقعتها العلمية تتسع يومًا بعد يوم، فتعددت المدارس اللسانية على مر الأيام فكان منها:
المدارس اللسانية الأوروبية (مدرسة جنيف، ومدرسة براغ، ومدرسة كوبنهاجن، ومدرسة لندن). والمدارس اللسانية الأمريكية (المدرسة السلوكية، والمدرسة التوزيعية، والمدرسة التوليدية التحويلية) وغيرها من المدارس، ولعل أبرز هذه المدارس، المدرسة (التوليدية التحويلية) التي لم تشغل الأوساط العلمية قديمًا وحديثًا كما شغلت بها؛ ذلك لأنها لفتت انتباه الكثير من الباحثين اللسانيين إلى مبادئها وتحليلاتها اللسانية، واستطاعت هذه المدرسة أن تتطور وتمر بمراحل تغيير وتعديل، وفي كل مرحلة تمر بها هذه النظرية تمثل إنجازًا علميًّا نحو الأفضل في الدراسات اللسانية المعاصرة، كما تطورت تطورًا لم تتطوره أي مدرسة من المدارس الأخرى، وكان هذا التطور على يد العالم اللغوي (تشومسكي) الذي أحدث ثورة عالمية في اللسانيات المعاصرة.