لا يكاد يختلف اثنان في أنّ النص الشعري أو النثري من النصوص الخصبة التي تُغري النقاد بجاذبيتها، فهي مُكتنزةٌ بالطاقات الإبداعية، والأدوات الجمالية التي تغذِّي القارئ بالخيال الجامح، واللّذة الشعورية الفيّاضة ؛ إذ قامت تلك النصوص على كاهل عدد من الشعراء والأدباء المبدعين الذين حافظوا على وجه هذا الفن الجميل وأورثوا قيمَه الفنية للأجيال التالية.
وتظهر أهمية الحوار بأنواعه المختلفة في الشعر العربي القديم لتنفي عنه ذاتيته المطلقة؛ ذلك لأن أنسب الأساليب التي تلائم التعبير عن الأفكار في القصيدة هو الأسلوب الحواري( ) والحوار في الشعر يختلف بطبيعته عن الحوار في المسرح أو القصة، غير إنه لا يبتعد عنهما من حيث إضافة الوظيفة الناتجة عن الحوار؛ فهو في الشِّعر- وإنْ جاء مختزلًا ومكثَّفًا - إلا أنه يحمل في طياته من الدلالات والجماليات التي لا تكون في قالب آخر، مُسهمًا في بنائية النص من حيث الترابط بين أجزائه ومقاطعه.