لقد اتسعت المجالات للباحثين والمهتمين بالشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبحث والتنقيب في الجذور الرئيسة والعوامل المباشرة لنشأة العولمة، واستطاع كل باحث أن يترك تأثره بمناهج معينة يقوده لجعل تلك المؤثرات تفرض عليه الكشف عن أصول نشأة العولمة من منظوره الشخصي، حتى وإن حاول البعض الكشف بموضوعية عن تلك الأسباب، سنجد أنها تتضمن جانباً اجتماعياً إذا كان الباحث مهتماً بالشؤون الاجتماعية، وتكون العوامل أكثر تعلقًا بالاقتصاد في حالة ما إذا كان الكاتب مهتمّاً بالمسائل الاقتصادية، لذلك تأثرت محاولات الباحثين في تعريفهم للعولمة بانتمائهم الأيدولوجية والعلمية إلى جانب موقفهم من العولمة قبولاً أو رفضاً، فنجد تعريفاً للعولمة في بعدها السياسي هي أحد أشكال السيطرة السياسية خاصة بعد بروز قطب واحد ممثل في الولايات المتحدة الأمريكية، ونجد تعريفًا آخر لحالة العولمة يتناول البعد الاقتصادي لها، يرى أنها مجال يشمل المال والتسويق والمبادلات وثورة المعلومات.