نجح الصليبيون في تكوين عدة ممالك صليبية في المشرق الإسلامي، وتأثرت عاداتها ومؤسساتها بالوافدين من أوروبا الغربية، فقد كان هنالك على الدوام اتصالات وثيقة، غير أنها كممالك صغيرة نسيباً غالبا ما افتقرت إلى الدعم المالي والعسكري المتواصل من أوروبا، الأمر الذي جعلها تعمل على رأب ذلك؛ ليصبح النظام الحاكم في هذه الممالك هو النظام الإقطاعي، فقد اعتمدت هذه الممالك في بداية نشأتها على النبلاء والإقطاعيين القادمين من أوروبا، إلا أن معظم هؤلاء يرجعون لموطنهم الأصلي بعد انتهاء دورهم العسكري وتقديم خدماتهم، وللمحافظة على الوجود الصليبي في المشرق، منحت المدن التي تمكن الصليبيون من الاستيلاء عليها للسادة الإقطاعيين؛ ليحافظوا عليها في ظل غياب القوة العسكرية والبشرية الفاعلة، ومن هنا بدأت تظهر ملامح تشكل الجيش الإقطاعي الصليبي موضوع الدراسة.