الفجوة المعرفية بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل بليبيا (الواقع والحلول)

اِن المتتبع لحركة التعليم العالي الليبي منذ نشأته وإلى اليوم يلاحظ التوسع الهائل في عدد مؤسساته العلمية، حيث تضم الشبكة الجامعية الليبية 25 جامعة بالإضافة لمؤسسات التعليم العالي الأخرى كالكليات التقنية والمعاهد الفنية العليا وغيرها، كذلك يلاحظ الازدياد في الإقبال عليه. فالتعليم العالي يعتبر أهم ركائز التنمية والبناء للدولة الليبية، و لكن مستقبل التعليم العالي الليبي اليوم بات على المحك فأمامه تحديات كثيرة تفرضها عليه مجموعة من التحولات والتغيرات المحلية والعالمية المرتبطة بالمعرفة والتقنية، تمثلت في انعزاله عن الحياة العملية داخل سوق العمل، فأصبحنا نُعاصر فجوة كبيرة ما بين مخرجاته وخططه لتنمية المجتمع والبيئة من جهة، وبين ما يتطلبه سوق العمل من مواصفات ومتطلبات من جهة أخرى، نتيجة للتطور السريع في مجال الأعمال، مع انحسارٍ في فرص العمل التقليدية، باتت مشكلة خطيرة لا يمكن تركها تتمدّد وتتّسع أكثر فأكثر، بل بات وضعها تحت مجهر النقاش والبحث الجاد على أعلى المستويات أمراً ملحاً لإيجاد الحلول الناجحة لتحقيق قدرا من التوافق والملائمة بين الطرفين، لما لها من انعكاسات سلبية على الاقتصاد والوضع الاجتماعي في ليبيا، ويوصى البحث بضرورة التطوير المستمر للبرامج الأكاديمية والتدريبية لمؤسسات التعليم العالي، بما يلائم متطلبات سوق العمل وبإشراك جميع المستفيدين في تخطيط وتحديث هذه البرامج